عندما تكون مسافراً إلى منطقة ما على متن طائرة، فإنك تفعل الآتي.. تذهب إلى المطار قبل ميعاد الطائرة بساعتين على الأقل، ثم تبدأ في تلك الإجرائات الروتينية حتى تصل إلى سلم الطائرة و تستلمك إحدة المضيفات حسنة المظر بإبتسامة. تجلس في مقعدك و تستمع إلى كابتن الطائرة و تعليماته، لكن قد يكون الكابتن تلك المرة أنثى! نعم، و هو ما ليس تقليدي و متعارف عليه... يمكن للنساء قيادة الطائرات!
إميليا إيهارت.. أشهر النساء في قيادة الطائرات
كطفل يركب الطائرة لأول مرة قد لا تفكر في شيء سوى في خوفك من تلك المركبة التي تحملك في الهواء بلا أجنحة و إحساسك بالإثارة لما تراه شباك الطائرة. لكنها لم تشعر ذلك فقط، فقد رأت حلم لم يراه غيرها سوى بعض الذكور؛ لقد رأت نفسها هي من يقود تلك الطائر... إميليا إيهارت؛ أول ربان طائرة من النسوة.
ولدت إميليا إيهارت في الرابع و العشرين من يوليو عام 1897. فمنذ صغرها و هي تحب مشاهدة عروض حيل الطائرات. لطالما شجعها والداها على خوض تجارب جديدة بالرغم من أن عائلتها واجهت حياة صعبة. و مع اول مرة ركبت فيها إميليا الطائرة، علمت أنها تريد تعلم الطيران.
إستطاعت إميليا الحصول على دروس في الطيران بمساعدة والدتها و عملها بوظائف غريبة لجمع اموال تلك الدروس، و قامت بأول رحلة لها بعد 10 ساعات من التدريب. و في العام التالي، تمكنت إيهارت من إدخار ما يكفي من المال لشراء طائرتها الخاصة، و التي أسمتها "كناري" و ذلك للونها الأصفر الجميل مثل لون عصفور الكناريا
.
تلقت إميليا في عام 1928 مكالمة من الكابتن هيلتون رايلي يسألها إذا كانت تحب أن تنضم إلى إثنين من الطيارين في رحلة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى أوروبا. في 17 يونيو 1928 و على متن طائرة تسمى "الصداقة"، أصبحت إميليا إيهارت أول إمرأة تعبر المحيط الأطلسي في طائرة. بالرغم من أنها لم تقد تلك الرحلة إلا أنها تلقت قدر كبير من الشهرة و كان قد ذاع صيتها عند عودتها لديارها.
قامت إميليا برحلة أخرى عبر المحيط الأطلسي في مايو عام 1932، لكن في تلك المرة كانت هي من تقود الرحلة وحدها. كانت أيضا قد حققت رقما قياسيا لذلك الطريق الجوي. و عند عودتها، قام الرئيس هربرت هوفر بمنح إميليا ميدالية و صليب الطيران الفخري تقديرا لما حققته. و لم تسبقها أي أنثى في الحصول على هذا الشرف.
في
يونيو
1937، قامت إميليا برحلتها الأكثر طموحا و الأخيرة. كانت تعتزم الطيران حول العالم كله بجانب الملاح فريد نونان.بدأت رحلتهم بنجاح برحلات من ميامي إلى أمريكا الجنوبية إلى أفريقيا إلى تايلاند ثم إلى أستراليا. عندما غادروا غينيا الجديدة و توجهوا إلى جزيرة هاولاند بالرغم من المشكلات التي قد بدأت تواجه إميليا و فريد.كان خفر السواحل قد فقدوا الإتصال مع الطائرة خلال هذه المرحلة من الرحلة، و كانوا قد تلقوا أخر إتصال من إميليا في ال 8:45 صباحا من يوم 2 يوليو 1937.
قال
المحققون أن طائرة إميليا قد تكون قد سقطت على بعد من 35-100 ميل أمام سواحل جزيرة هاولاند. ذهب بحث القوات البحرية الأمريكية دون جدوى، فلم يعثر على أي أثر لا للطائرة أو للطيارين.و مازال إختفاءهما لغزا لم يحل حتى اليوم. كل ما نعرفه هو أن إميليا إيهارت حطمت الأرقام القياسية، و أحرزت تقدما في الطيران و تستمر لتكون واحدة من أشهر الطيارات الأكثر شهرة على مر التاريخ.
لطفية النادي... إيميليا إيهارت المصرية
عندما سئلت لماذا أرادت أن تطير، أجابت "تعلمت الطيران لأني أردت أن أكون حرة". لم نعرف حتى يومنا هذا ماذا كانت تعني بالحرية، هل كانت تقصد أن تكون حرة كحرية الطير؟ أم كانت تقصد التحرر من سيطرة الذكور على التمتع بحرية الطير؟ إنها لطفية النادي.. أول قائدة طائرة في مصر.
ولدت لطفية النادي في التاسع و العشرين من أكتوبر عام 1907. لم تملك لطفية المال لتلقي دروس الطيران نظرا لرفض والدها الشديد، فلجأت إلى "كمال علوي" مدير عامر مصر للطيران في ذلك الوقت فعينها كسكرتيرة في مدرسة الطيران و بمرتب الوظيفة يمكنها سداد المصروفات. و كانت لطفية –و من أجل تحقيق حلمها في زمن كانت تكافح فيه المرأة للمساواة- تخبر والدها أنها تحضر مجموعة دراسية، لكنها في الحقيقة كانت تتلقى دروس في الطيران مرتين إسبوعيا. و قد قررت والدتها أن تساعدها على الوصول لحلمها عند إكتشافها رغبة لطفية السرية في تعلم الطيران .
أصبحت لطفية النادي أول إمرأة مصرية تحصل على رخصة لقيادة الطائرات و هي في سن السادسة و العشرين. يقال أن مرتها الأولى لقيادة الطائرات كانت عندما كانت تعمل كموظفة إستقبال، حيث إختبأت في طائرة تتسع لراكبين، فقط لتعيش تجربة الطيران. و كانت أول إمرأة مصرية تقود طائرة بالفعل (كانت رحلتها من القاهرة إلى الأسكندرية، و كانت ثاني إمرأة تقود طائرة منفردة في العالم
.
شاركت لطفية النادي في سباق الطيران الدولي الذي عقد في ديسمبر 1933 بين الإسكندرية و القاهرة. و كانت لطفية هي أول من وصل إلى خط النهاية، بالرغم من وجود طائرات أسرع من طائرتها، لكنها لم تحصل على الجائزة نظرا لإقترافها خطأ فني، فمنحتها اللجنة جائزة شرفية تقديرا لها .
توجت لطفية النادي بالعديد من الميداليات من قبل عدد من رؤساء البلاد من جميع أنحاء العالم. أكسبها كل من إحترامها و طموحها و عزيمتها مكانة مكنتها من المطالبة بالمساواة لحقوق المرأة في الشرق الأوسط و جعلها مصدر إلهام لكل النساء في جميع أنحاء العالم. كانت لطفية النادي من أعز أصدقاء إيميليا إيهارت و كانتا تتراسلان لتحكي كل منهمل على ما تخوضه من مغامرات. حصلت لطفية على جنسية سويسرية شرفية و لم تتزوج قط، و عاشت معظم حياتها بمدينة لوزان بسويسرا حتى وفاتها بالقاهرة عام 2002 عن عمر يناهز الخامسة و التسعين.
معلومات سريعة..
•
كانت ماري مارفين هي ثالث إمراة في
فرنسا و العالم تحصل على رخصة للطيران، لكنها كانت الأولى التي تشارك في المعارك
العسكرية بالطائرات.
•
أثناء الحرب العالمية الثانية و
تحديدا في عام 1941، قام الإتحاد السوفيتي بإطلاق حملة أنه بإمكان أي انثى غير متزوجة
ان تشارك في الحرب و خاصة سلاح الطيران.
•
كانت النساء السوفيتات هن أول من شاركن في سلاح الطيران في الحروب بشكل رسمي و قانوني.
No comments:
Post a Comment