كان ذلك أحد أيام الجمعة، جمعة مشمسة تجعلك تريد البقاء في الشارع طوال اليوم. كنت أمشي في أحد شوارع منطقة وسط البلد أمامي منطقة محطة الرمل و على يساري أطلال المسرح الروماني و على يميني أحد المداخل لمنطقة كوم الدكة. دخلت حيث شارع سيد درويش. وجدت بيت قديم ذو طلاء أخضر في حالة ليست بسيئة جدا ظناً أن ذلك البيت هو بيت الشيخ سيد درويش، و لكن للأسف.. يا ليته كلن بيته.. فالواقع أسوأ.
إتبعته في صمت تام و أخذنا ندخل في دهاليز كوم الدكة، نقف عند كل ساحة و يسأل "يا فلان هو فين بيت السيد درويش؟". يأخذ إجابته و نكمل في طريقنا، و مع تقدمنا نجد ان الشوارق تضيق شيئاً فشيئاً.. حتى وصلنا إلى وجهتنا. بعض البيوت العتيقة شبه المهدمة، فسألنا أي فيهم هو بيت الشيخ سيد، فوجدنا بيت مهدم بالكامل، محاوط بحائط بني حديثاً و أمامه بعض الأخشاب.. فبالطبع لم نرى شيئاً.
إستأذنا سكان أحد البيوت المجاورة لإستخدام سطح البيت لنرى ما خلف السور، فوجدنا "خرابة". أصبح المكان الذي لحنت فيه "انا هوبت و إنتهيت" إلى مقلب زبالة! لقد تحول منزل الشيخ سيد درويش إلى مقر نفايات المنطقة المحيطة. سألتهم "كيف يمكن أن يتحول بيت أحد عباقرة الموسيقى إلى هذا الوضع المذري؟" كانت الإجابات "حضرتك البيت قديم قوي و الورثة خلاص مش مهتمين بيه" فأردفت "كيف ذلك؟ ماذا عن حفيده الفنان إيمان البحر درويش؟" فكانت الإجابات واحدة "و هو ماله.. هو عايش في القاهرة و البيت مش مهم بالنسبة له.. البيت مش ملكه خلاص ده تبع الآثار عشان عدى عليه 100 سنة".
إذا آلامت الصورة أحد، فالواقع أسوأ بكثير.. و يبقى السؤال.. أين المجلس الأعلى للآثار؟ أين محافظ الإسكندرية؟ أين العقول النابغة لإستثمار مصدر جذب للسياحة السكندرية؟
No comments:
Post a Comment